تاج محل جوهرة منذ الأزل

يعد معبد تاج محل أحد عجائب الدنيا السبع الحديثة وجوهرة العمارة الإسلامية لما كان للحضارة الإسلامية من تأثير هام في شبه القارة الهندية بوجه خاص وتأثير على الحضارة الإنسانية بشكل عام.
ويعود بناء تاج محل إلى عهد (شاه جهان) أحد أباطرة المغول غرب الهند الذي أمر ببناء المعبد في مدينة أغرا شما غرب
الهند عاصمة سلاطين المغول المسلمين في القرن الثالث عشر.
تاج محل..هو رمزاً لـ (ممتاز محل) زوجة (شاه جهان) واسم المعبد اختصار لاسم (ممتاز محل) وهي زوجة الإمبراطور شاه
جهان الأثيرة إلى قلبه والتي توفيت عام 1631م فأمر ببناء تاج محل ليكون قبراً لها وذلك تكريماً لها وتذكاراً لزوجته المحبوبة.
ويقع تاج محل وسط ساحة وحديقة واسعة جداً خارج مدينة (أغرا) ولهذه الحديقة أرصفة مبلطة بحجارة المرمر، تتصالب
فيها القنوات المائية التي تجلب إليها المياه من النهر بواسطة شبكة معقدة من الخزانات والأنابيب الممتدة تحت سطح
الأرض وتغذي أيضاً نوافير المياه، وفي الساحة بركة ماء طويلة تعكس صورة هذا الضريح، وجدران المعبد مغطاة بصفائح
من أحجار المرمر القاسية واعتبر فنيوا البناء هذا النمط من الحدائق مشهداً لجنة عدن أو الفردوس.
والمظهر الخارجي لتاج محل يشبه الجوهرة لأن شاه جهان كان يحب الحجارة الكريمة ويحب أن يضع بنفسه تصاميم
مجوهراته فعمل على تزيين واجهات البناء برسوم ونماذج الأزهار مستعملاً حجارة تشبه الحجارة الكريمة كالحجارة
البلورية وحجر اللازورد وهو حجر كريم سماوي الزرقة.
والتزيين برسوم الأزهار الجميلة هو تقليد إسلامي ورمز لممكلة السماء كما زينت بعض الأماكن الخارجية بآيات قرآنية منقوشة ومكتوبة بخط جميل.
يقصد تاج محل مئات الألوف من السياح من مختلف أصقاع الأرض للتمتع بجمال هذه التحفة العمرانية الرائعة وللاطلاع
على تمازج الحضارتين الإسلامية والهندية.
ويصنف معبد تاج محل على أنه أحد عجائب الدنيا السبع في العصر الحديث وهذه العجائب هي: سور الصين العظيم
مدينة البترا الأردنية- والمسرح الروماني “الكولوسيوم” في روما- وتمثال المسيح المخلص في ريو دي جانيرو- وآثار
ماشوبيشو لقبائل الأنكا في بيرو- ومدينة مايا القديمة في المكسيك.
مدة تعكس صورة الضريح الذي يبعد عدة أميال عن سجنه، وكانت آخر كلمات ممتاز وهي تودع الدنيا "لا تتزوج من بعدي، لن تحب امرأة مثلي، لا تنس أن تزور قبري!..." كان يزور قبرها وهو حر طليق، وظل يزوره عبر المرآة وهو سجين، حتى أغمض الموت عينيه سنة 1666