الصبــــــــــــــــــى

أنهض من حلم الصبى...
وأجدني لا زلت صبية...
لا زلت كما أيا الطيش
أركضبلا هوى...
ما زلت ساذجة لم تكتب على صفحاتي صفات الرشد
مازلت قطرة من ندى...
وأجد نفسي أمسك اصبع أبي ونحن نسير...
كما كنت...
ما زلت أحب قصص جدتي...
رغم أنها الآن تحكيها لي من السماء...
وأنام على إثرها....
تهدهدني أمي بأغنية في نومها...
لا زلت أسمعها...
وهناك حيث كنت أكتب فروض الرياضيات...
لا زلت أكتب...
أكتب بنفس الميل فقط كتاباتي صارت بلا عنوان...
ما زلت أضع ساعة على معصمي...
فقط تبدلت الألوان...
عاد أبي ...
يحمل بيديه كيسا أسود كالليل...
كما العادة أهرول إليه...
لكن فقط بعينيا...
أرى ما أحضر معه مصاصات وحلوى ...
أو ربما هدية...
ما زال يحضرها لكن لأختي الصغرى...
صرت الآن منسية...
وفجأة بعد كل هذا توقضني الأيام...
تقول قد كبرت...
فكيف يعقل أني لم تبدلني السنين ...
وما زلت صبية وأنا على حفا عقدي العشرين...
دعني أيها الزمن فإني أهوى الحرية...
وكبري يسلبها...
يقيدني بثقل المسؤولية...
دعني أكن طفلة...
برعمة وزهرة ياسمين زكية...
اترك كل شيء كما كان...
فإني أهوى نفسي كما كنت...
وما دور بلوغي العشرين...
مجرد رقم وأنا لا أبرع في الحساب...
فعمري يا زمن مهما طال
سأظل تلك الطفلة بنت الخمس سنين...................




ف-ر