أبوحنيفة النعمـــان

أبو حنيفة النعمان رحمه الله

مولــــــــده –نسبه:

انه النعمان بن ثابت مولى بنى تيم الله بن ثعلبة الكوفي يكنى بابى حنيفة اباؤه من اهل فارس ويلقب باءمام اهل الرأي لما عرف عليه من استعمال الرأي والفياس في الامور الشرعية .

ولد ابو حنيفة سنة ه بمدينة الكوقة (بالعراق) من اسرة فارسية عرفت بالنبل والثراء والمحافظة على اصول الدين ومبادئه.

نشاتــــــــه-تعلمه:

نشا في الكوفة وفيها تثقف ولما استكمل ثقافته الاولية تحول الى التجارة حيث اظهر درة فائقة في عمله دلت على حسن خلقه فاثرى بذلك ونال ربحا عظيما ولكنه سرعان ما ترك التجارة وتفرغ للعلم .

اقبل على العلم بشغف واخلاص متنقلا بين مدارس الكوفة والبصرة وغيرهما من بلاد العراق فظلب التخصص في العلوم اللغوية ثم تحول عنها الى دراسة علم الكلام حتى بلغ من ذلك مبلغا عظيما واخيرانصرف الى العلوم الشرعية والتفقه في الدين ودراسة القفه حتى برز فيه واحاط به فغدا احد الائمة الاربعة الذين نظموا الشريعة الاسلامية ودافعوا عن مذهب السنة ومع ذلك استثمر العلم والتعلم جاعلا شعاره لا يزال الرجل عالما مادام يطلب العلم فاءن ظن انه علم فقد جهل)

شهـــــادة اهل العلم له:

لا شك في علم ابي حنيفة وتفوقه وغزارته فقد روى عن كبار التابعين وتتلمذ لهم كهشام بن عروة وعطاء بن ابى رابح وسفيان الثوري

كما شرفه الله تعالى برؤية احد اصحاب رسول الله(ص) هو انس بن مالك (رضي الله عنه ) غيرانه لم يروي عنه شيء .

ا-قول مالك بن انس وقد سئل عن ابي حنيفةفقال: ( سبحان الله لم ارى مثله والله لو قال ابو حنيفة : الاسطوانة من ذهب لاقام الدليل القياسي على صحة قوله .

ب- قول زفر وهواحد اصحاب ابي حنيفة : جلست ابا حنيفة عشرين سنة فلم ارى واحدا انصح للناس منه ولاشفق عليهم منه .

ج- شهادة عبد الله بت المبارك رحمه الله تعالى له بالفقه :افقه الناس ابو حنيفة ومارايت فيالفقه مثله.

د- شهادة الامام الشافعي رحمه الله في قوله : الناس عيال على ابن حنيفة

مواعظـــــــه و حكمه :

وهذه بعض كلماته في الوعظ والحكمة :

- قوله رحمه الله تعالى: من طلب الرياسة قبل وقتها عاش في ذل.

- وقوله: رليت البمعاصي مذلة فتركتها مروءة فصارت ديانة.

- وقوله ان لم يكن فياولياءالله في الدنيا والاخرة فليس لله ولي.

- وقوله : اعظم الطاعات الايمان بالله تعالى واعظم المعاصي الكفر بالله تعالى فمن اطاع الله تعالى باعظم الطاعات وانتهى عن اعظم المعاصي رجوت له الغفران فيما بين ذلك.

- وقوله:وقد قيل له: لا يزال هذا المصر بخير ما ابقاك الله فيه

- خلت الديار فسدت غير مسود

-ومن الغناء تفردي بالسؤدد.

خشيتـه رحمـــــــه الله :

ان الخشية شجرة العلم اذ لا خشية بدون علم ولا علم بدون خشية ونظير هذه الشجرة والثمر فلا شجر بدون ثمر ولا ثمر بدون شجر لان العبرة بالمنفعة

لا بدونها وغزارة علم ابي حنيفة رحمه الله تتفانى مع عدم الخشية فكانمن اشد الناس خشية لله تعالى .

ا-ما روى ان رجلا قال له يوما: اتق الله فانتفض واصفر وجهه وطأطأ

رأسه ثم قال: ( يا اخي جزاك الله خيرا مااحوج الناس الىمن يذكرهم بالله تعالي وقت اعجابهم بما يطهر على السنتهم من العلم حنى يريدوا الهباعمالهم ).

ب‌- قال الليث بن خالد: كان ابوا حنيفة اكثر صلاته بالليل فرايته قام الليل فقرا القران كله فلما بلغ (الهاكم التكاثر) بقي يرددهاكلمافرغ منها.

ج- روى عنه انه اذا قام الليل يبكي حتى يسمع جيرانه بكائه فيرحمونه لذلك.

د- عن زبد بن كميت ان رجلاقال لابي حنيفة وهو يناظره : با مبتدع يا زنديق فقال له : غفر الله لك الله الله بعلم مني خلاف ماقلت وهو بعلم انب ما عدلت به احدا منذ عرفته ولبا ارجوا الا عفوه ولا اخاف الا عقابه ثم بكى عن ذكر العقاب وسقط صريعا.

( إنما يخشى الله من عباده العلماء).

إذ كان العلم يثمر الخشية فلا يستغرب من كثرة تعبد أبي حنيفة

-كان يقرأ القران ستين مرة في رمضان

-اشتهر انه كان يختم القران في ركعة واحدة

-يصلي الصبح بوضوء العشاء

-وقال الزاهد كان أبو حنيفة لا ينام الليل

أخلاقه الفاضلة:

قال ابن دكين رحمه الله : كان أبو حنيفة لا يتكلم إلا جوابا ولا يخوض فيما لا يعنيه ولا يسمع إليه.

قال شريك : كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير التفكير دقيق النظر في الفكر لطيف الاستخراج في العلم والعمل والبحث كثير الفضل قليل المجادلة والمحادثة

( انه مضرب المثل في السمو بالروح وكمال الخلق )

كرمه وجوده

إن الكرم كالجود من فروع دوحة الأخلاق الفاضلة الكريمة . كان أبو حنيفة

جوادا كريما لا بخل يؤثر عنه و لا شح يوصف به.

ا-روى رحمه الله انه كان جالسا في مجلس فرأى أن احد الجالسين على ثيابه رثة فأمره ألا يقوم حتى يقوم أهل المجلس فجلس فلما قاموا قال له : ارفع المصلى وخذ ما تحتها وغير به حالك فرفع المصلى فوجد تحتها الف درهم

فاخذها وانصرف.

ب- اهدي اليه يوما الف نعل ففرقها كلها واشترى نعلا من حر ماله- ان ابراهيم ابن عيينة حبس بسبب دين عليه وكان اكثر من اربعة الاف درهم فقضاها كلها عنه ابو حنيفة واطلق سراحه.

ورعه و زهده :

-اول:قال يزيد بن هارو ن عن ورع ابي حنيفة : كتبت عن الف شيخ حملت عنهم العلم فما رايت فيهم اشد ورعا من ابي حنيفة ولا احفظ للسانه منهم

-ثانيا: قال عن نفسه رحمه الله : ( لولا الفرق (الخوف) من الله تعالى ان يضيع العلم ما افتيت احدا يكون لهم الهناء وعلى الوزر)

-ثالثا: ما حدث به يزيد بن هارون اذ قال : رايته يوما جالسا في الشمس عند باب انسان فقلت له يا ابا حنيفة لو تحولت الى الظل .

فقال: لي على صاحب هذه الدار دراهم ولا احب ان اجلس في ظل فناء داره.

فقال:يزيد اى ورع اكثر من هذا ؟…

ولقد عرضت عليه اسمى الوظائف واشرفها كارئاسة القضاء في اكبر دولة واشرفها دولة العباسيين على عهد المنصور فيرفضها في اباء وشمم ويصبر على الضرب بالسياط حتى الموت ولم يقبلها.

* أي زهد في هذه الدنيا اشد من هذا الزاهد *

وقال( الضرب بالسياط في الدنيا اهون من مقاطع الحديد في الاخرة))

اثاره وانتشار مذهبه

يذكر الؤرخون ان لابى حنيفة كتبا منها:

-العلم والتعلم

-الرد على القدرية

-الفقه الاكبر

واراءه الاخرى مبثوثة في المذهب الحنفي ويعتبر مذهب ابى حنيفة من اوسع المذاهب التشريعية انتشارا في العالم وخاصة في بلاد المشرق الاسلامي كالعراق وتركيا والهند وافغانستان …الخ

وفاتهرحمه الله:

ان لكل الناس يومين من دهره يومولادته ويوم وفاتهو الامام ابو حنيفة رحمه الله ولد بالكوفة وسمي بالنعمان ولقب بابي حنيفة امام اهل الرأى وتوفي على اثر محنة اصابته من جزاء رفضه للقضاء لابي جعفر المنصور حيث طلب اليه ولاية ذلك فابى فحبسه وضربه فالمه الضرب بالسياط فسال اله تعالى ان يخفف عنه العذاب فاستجاب له الله فمات بعد عشرة ايام سنة 150 ه عن عمر70 سنة

ودفن في بغداد في مكان يعرف باسم

(( الأعظمية))

رحمه الله ورضي عنه