بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 67 بتاريخ الجمعة 2 فبراير - 9:17
إعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
الساعة
مواقيت الصلاة
|
|
مالك حداد ........
صفحة 1 من اصل 1
مالك حداد ........
مالك حداد (1927 م – 1987 م) شاعر وكاتب وروائي
جزائري. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري وفيها تعلم. ثم سافر إلى
فرنسا ونال الإجازة في الحقوق ولما عاد أصدر مجلة " التقدم" وشارك في
الثورة الجزائرية. تميز إنتاجه بنفحة فلسفية. له... : " المأساة في خطر" و" الإحساس الأخير"و ديوان " أنصتي وأنا أناديك " وكلها بالفرنسية.
مالك حداد.. شعرية القص ورمزية النص.
والشيء
نفسه ربما يكون قد فعله مالك حداد مع بعض الخصوصيات، التي رافقته طول
حياته، فمن« رصيف الأزهار لا يجيب» إلى« سأهبك غزالة» إلى« الشقاء في خطر»
ظل حداد يحمل مأساته المزدوجة، وربما بحس يختلف عن الآخرين، هذا الهم
المزدوج« الاستعمار واللغة» هو الذي حدد مسار كل أعماله. فبالرغم من مأساة
اللغة ظل هذا الأديب نقياً، يعبر عن هموم وطنية وقومية وإنسانية، برؤية
تقدمية في شكلها العام، بعيدة عن كل روح شوفينية، الأمر الذي ساعده على عدم
السقوط في التعميم والغموض، مثل بعض الكتاب الفرنسيين المتواجدين في
الجزائر، الذين أفرزتهم الثقافة الاستعمارية. تتمثل الرؤية الأكثر عاطفية
تجاه ثورة التحرير في أعمال« حداد» فهي تعتبر مجموعة من العواطف والأحاسيس
أكثر منها مجموعة للأفكار والآراء. تشكل رواياته قصائد تأثيرية، تظهر فيها
من حين لآخر تصريحات وطنية وحماسية، وهو ينظر إلى الحدث كشاعر بقلبه قبل
فكره. الحقيقة أن حداد له مفهومه الخاص للالتزام، ففي روايته« سأهبك غزالة»
يروي قصة حب بين سائق شاحنة وفتاة شابة، تعيش في الواحة التي يتوقف فيها
السائق ليستريح، وهو في رحلته عبر الصحراء. فالكاتب في رأي حداد لا يلتزم
إلا بشخصيات رواياته. لكنه لم يهمل ثورة التحرير والمجاهدين، الذين كانوا
يقاتلون من أجل أن يحققوا السعادة والخير لشعبهم، أو من أجل الغزلان20.
وتكاد تجسد رواية« التلميذ والدرس» لمالك حداد أعمق الوثبات الفنية
للمتناقضات الدامية، التي يكتوي بها وجدانه. والشكل الفني نفسه يكاد ينطق
بغلبة الدماء الجديدة، وحداد يبدأ صياغته من الكلمة فالجملة إلى بقية
النسيج الروائي، ولا يفعل العكس: أن يصمم هيكلاً روائياً للأحداث والشخصيات
والمواقف، ثم يملأه بالكلمات. أي أن الشاعر ببساطة يسيطر على الروائي.
وتكاد الرواية في كثير من المواضع تتحول إلى قصيدة شعرية. وهذا يفسر أن
البناء الذي انتهت إليه هو« المونولوج» إن« التلميذ والدرس» في جوهرها
مونولوج طويل، فنحن لا نتعرف طوال الرواية إلا على شخصية واحدة لهذا الطبيب
الجزائري الكهل، القاطن في إحدى المدن الفرنسية، وحيداً بعد أن ماتت
زوجته. والمفارقة الروائية التي ينطلق منها حداد هي أن الطبيب –الأب- حريص
على إبقاء حفيده بين أحشاء الابنة –المناضلة- التي جاءت عليه راغبة في
الإجهاض. يكشف لنا حداد عن رمز البطولة في المقاومة الجزائرية، من خلال هذه
الرواية21. وضع حداد في روايته الأب وابنته وجهاً لوجه، الابنة التي تعمل
في صفوف المقاومة. ومثل هذه المواجهة، تعتبر مظهراً آخر لصراع الأجيال،
الذي تجلى واضحاً في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وفي الواقع فإن حداد
هذه تعتبر أفضل رواياته وهي أكثرها تماسكاً وحيوية ومحتوى، بالرغم أن الدور
الكبير يتركز في معظمه على مشاعر الوالد وهو يفكر ويتأمل سلوك ابنته. لقد
اختار حداد منذ الوهلة الأولى أن كون « المنفى» هو المهاد الذي يبذر فيه
رموزه، واختار أيضاً « جيل المنفى» هو الصغيرة المعبرة عن رؤيا المقاومة في
رواية « التلميذ والدرس». يقدم إبداع مالك حداد فكرة عن الدرجة النوعية
الجديدة التي ارتقت إليها الرواية الواقعية الجزائرية. وقد صادف إبداعه
برمته فترة الحرب، إذ أن المؤلف لم ينشر أي كتاب بعد انتزاع الاستقلال.
وتنقل مؤلفات حداد واقعاً جديداً إذا ما قورنت بإبداع كتاب التقاليد
والعادات. وقد كرست رواياته للعالم الداخلي للبطل المثقف، أو لذلك الإنسان
الذي إن لم يكن مماثلاً للمؤلف، فهو على أية حال شديد الشبه به روحياً. ولا
يمكن التأكيد أن سيرة أبطال حداد تفتقر إلى الأحداث الدرامية بصفة خاصة،
فكل واحد منهم يشعر بشكل أو بآخر بآلام قاسية، كموت القريب أو انهيار
الآمال الشخصية. غير أن هذه الأحداث لا تلفت في حد ذاتها انتباه الكاتب،
وهي فقط ضريبة حتمية، يدفعها للزمن كل واحد من مواكبيه في تلك السنوات،
التي أصبح فيها مفهوم الجزائري – كما يقول الكاتب نفسه مرادفاً للشقاء. إن
موضوع حداد هو الحياة الروحية للشخصية، التي تنطوي على قدرة فائقة على
معارضة هجوم القوى الهدامة والمعادية للإنسان. وهذه القدرة لا تتجلى في
أحداث خارجية باهرة تسترعي النظر، لأن بطل حداد يحوز انتصاراته في الحياة
اليومية غير المحسوسة، وهذا لا يحط بتاتاً من مغزاه. وعادة ما تنكشف أمام
بطل مالك حداد إمكانية سلوك الطريق السهل، والرفاهية الشخصية على حساب
تسوية مع ضميره الخاص، غير أن البطل يرفض بحزم سلوك هذا الطريق. ويوافق
تماماً الأسلوب الإبداعي للكاتب محتوى مؤلفاته، التي يبرز فيها تعقد الحياة
الاعتيادية وغير المحسوسة، والبساطة الأزلية اليومية، كما يفتقد سرده
مثلاً إلى الزخرفة الأسلوبية والفصول المطولة22. دارت روايات حداد حول
الثورة الجزائرية، وتلمسها من قريب ومن بعيد في دوامة من المشاعر والعواطف،
هذا وأن شخصية الكاتب والثورة تشكلان نبعاً غزيراً لرواياته، وحب الوطن
يقوم بمثابة رباط الحياة، الذي يربط كافة الحوادث ببعضها بعضاً يبرز حداد
في رواياته كاتب شعر أكثر منه كاتب قصة. فقد تأثر بالشاعر الفرنسي « أراغون»، وكذلك بالفيلسوف« برغسون»، الذي ترك أثراً واضحاً على أعمال
جزائري. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري وفيها تعلم. ثم سافر إلى
فرنسا ونال الإجازة في الحقوق ولما عاد أصدر مجلة " التقدم" وشارك في
الثورة الجزائرية. تميز إنتاجه بنفحة فلسفية. له... : " المأساة في خطر" و" الإحساس الأخير"و ديوان " أنصتي وأنا أناديك " وكلها بالفرنسية.
مالك حداد.. شعرية القص ورمزية النص.
والشيء
نفسه ربما يكون قد فعله مالك حداد مع بعض الخصوصيات، التي رافقته طول
حياته، فمن« رصيف الأزهار لا يجيب» إلى« سأهبك غزالة» إلى« الشقاء في خطر»
ظل حداد يحمل مأساته المزدوجة، وربما بحس يختلف عن الآخرين، هذا الهم
المزدوج« الاستعمار واللغة» هو الذي حدد مسار كل أعماله. فبالرغم من مأساة
اللغة ظل هذا الأديب نقياً، يعبر عن هموم وطنية وقومية وإنسانية، برؤية
تقدمية في شكلها العام، بعيدة عن كل روح شوفينية، الأمر الذي ساعده على عدم
السقوط في التعميم والغموض، مثل بعض الكتاب الفرنسيين المتواجدين في
الجزائر، الذين أفرزتهم الثقافة الاستعمارية. تتمثل الرؤية الأكثر عاطفية
تجاه ثورة التحرير في أعمال« حداد» فهي تعتبر مجموعة من العواطف والأحاسيس
أكثر منها مجموعة للأفكار والآراء. تشكل رواياته قصائد تأثيرية، تظهر فيها
من حين لآخر تصريحات وطنية وحماسية، وهو ينظر إلى الحدث كشاعر بقلبه قبل
فكره. الحقيقة أن حداد له مفهومه الخاص للالتزام، ففي روايته« سأهبك غزالة»
يروي قصة حب بين سائق شاحنة وفتاة شابة، تعيش في الواحة التي يتوقف فيها
السائق ليستريح، وهو في رحلته عبر الصحراء. فالكاتب في رأي حداد لا يلتزم
إلا بشخصيات رواياته. لكنه لم يهمل ثورة التحرير والمجاهدين، الذين كانوا
يقاتلون من أجل أن يحققوا السعادة والخير لشعبهم، أو من أجل الغزلان20.
وتكاد تجسد رواية« التلميذ والدرس» لمالك حداد أعمق الوثبات الفنية
للمتناقضات الدامية، التي يكتوي بها وجدانه. والشكل الفني نفسه يكاد ينطق
بغلبة الدماء الجديدة، وحداد يبدأ صياغته من الكلمة فالجملة إلى بقية
النسيج الروائي، ولا يفعل العكس: أن يصمم هيكلاً روائياً للأحداث والشخصيات
والمواقف، ثم يملأه بالكلمات. أي أن الشاعر ببساطة يسيطر على الروائي.
وتكاد الرواية في كثير من المواضع تتحول إلى قصيدة شعرية. وهذا يفسر أن
البناء الذي انتهت إليه هو« المونولوج» إن« التلميذ والدرس» في جوهرها
مونولوج طويل، فنحن لا نتعرف طوال الرواية إلا على شخصية واحدة لهذا الطبيب
الجزائري الكهل، القاطن في إحدى المدن الفرنسية، وحيداً بعد أن ماتت
زوجته. والمفارقة الروائية التي ينطلق منها حداد هي أن الطبيب –الأب- حريص
على إبقاء حفيده بين أحشاء الابنة –المناضلة- التي جاءت عليه راغبة في
الإجهاض. يكشف لنا حداد عن رمز البطولة في المقاومة الجزائرية، من خلال هذه
الرواية21. وضع حداد في روايته الأب وابنته وجهاً لوجه، الابنة التي تعمل
في صفوف المقاومة. ومثل هذه المواجهة، تعتبر مظهراً آخر لصراع الأجيال،
الذي تجلى واضحاً في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وفي الواقع فإن حداد
هذه تعتبر أفضل رواياته وهي أكثرها تماسكاً وحيوية ومحتوى، بالرغم أن الدور
الكبير يتركز في معظمه على مشاعر الوالد وهو يفكر ويتأمل سلوك ابنته. لقد
اختار حداد منذ الوهلة الأولى أن كون « المنفى» هو المهاد الذي يبذر فيه
رموزه، واختار أيضاً « جيل المنفى» هو الصغيرة المعبرة عن رؤيا المقاومة في
رواية « التلميذ والدرس». يقدم إبداع مالك حداد فكرة عن الدرجة النوعية
الجديدة التي ارتقت إليها الرواية الواقعية الجزائرية. وقد صادف إبداعه
برمته فترة الحرب، إذ أن المؤلف لم ينشر أي كتاب بعد انتزاع الاستقلال.
وتنقل مؤلفات حداد واقعاً جديداً إذا ما قورنت بإبداع كتاب التقاليد
والعادات. وقد كرست رواياته للعالم الداخلي للبطل المثقف، أو لذلك الإنسان
الذي إن لم يكن مماثلاً للمؤلف، فهو على أية حال شديد الشبه به روحياً. ولا
يمكن التأكيد أن سيرة أبطال حداد تفتقر إلى الأحداث الدرامية بصفة خاصة،
فكل واحد منهم يشعر بشكل أو بآخر بآلام قاسية، كموت القريب أو انهيار
الآمال الشخصية. غير أن هذه الأحداث لا تلفت في حد ذاتها انتباه الكاتب،
وهي فقط ضريبة حتمية، يدفعها للزمن كل واحد من مواكبيه في تلك السنوات،
التي أصبح فيها مفهوم الجزائري – كما يقول الكاتب نفسه مرادفاً للشقاء. إن
موضوع حداد هو الحياة الروحية للشخصية، التي تنطوي على قدرة فائقة على
معارضة هجوم القوى الهدامة والمعادية للإنسان. وهذه القدرة لا تتجلى في
أحداث خارجية باهرة تسترعي النظر، لأن بطل حداد يحوز انتصاراته في الحياة
اليومية غير المحسوسة، وهذا لا يحط بتاتاً من مغزاه. وعادة ما تنكشف أمام
بطل مالك حداد إمكانية سلوك الطريق السهل، والرفاهية الشخصية على حساب
تسوية مع ضميره الخاص، غير أن البطل يرفض بحزم سلوك هذا الطريق. ويوافق
تماماً الأسلوب الإبداعي للكاتب محتوى مؤلفاته، التي يبرز فيها تعقد الحياة
الاعتيادية وغير المحسوسة، والبساطة الأزلية اليومية، كما يفتقد سرده
مثلاً إلى الزخرفة الأسلوبية والفصول المطولة22. دارت روايات حداد حول
الثورة الجزائرية، وتلمسها من قريب ومن بعيد في دوامة من المشاعر والعواطف،
هذا وأن شخصية الكاتب والثورة تشكلان نبعاً غزيراً لرواياته، وحب الوطن
يقوم بمثابة رباط الحياة، الذي يربط كافة الحوادث ببعضها بعضاً يبرز حداد
في رواياته كاتب شعر أكثر منه كاتب قصة. فقد تأثر بالشاعر الفرنسي « أراغون»، وكذلك بالفيلسوف« برغسون»، الذي ترك أثراً واضحاً على أعمال
نسيم الغابة- عدد المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 14 سبتمبر - 19:20 من طرف صاحب الأمال
» لنتعلم يا صغار الحاسوب
الأربعاء 14 سبتمبر - 18:48 من طرف صاحب الأمال
» محمد الدراجي بطل ب
الخميس 7 أكتوبر - 16:14 من طرف صاحب الأمال
» إبداع بلا ألوان
الإثنين 26 أغسطس - 20:24 من طرف صاحب الأمال
» لمصارة الاستقلال ينبوع الأمال
السبت 6 يناير - 20:09 من طرف صاحب الأمال
» بحث جاهز حول السيدا بالفرنسية
الأربعاء 29 نوفمبر - 16:54 من طرف TAFETACHT
» من اروع قصص الأصمعي...
الأحد 6 أغسطس - 16:47 من طرف المتحدي
» هي ......من هي؟
الأحد 6 أغسطس - 16:43 من طرف المتحدي
» كيف تختار احسن تخصص جامعي
الأحد 6 أغسطس - 16:40 من طرف المتحدي
» مـــن الأوراس
الأربعاء 18 يناير - 14:43 من طرف صاحب الأمال
» مقاومة أحمد باي (1830 - 1848)
الإثنين 16 يناير - 17:41 من طرف صاحب الأمال
» أكبر معمرة في لمصارة
الأحد 15 يناير - 9:24 من طرف صاحب الأمال
» الشهيــد : علي سوايـــعي
الأربعاء 20 أبريل - 18:26 من طرف المتحدي
» كلام عن المنتدى
الأحد 3 أبريل - 12:40 من طرف صاحب الأمال
» من يستطيع قول
الأربعاء 30 مارس - 22:27 من طرف أميرة الذكريات
» هذا نوفمبر
الأربعاء 30 مارس - 21:44 من طرف أميرة الذكريات
» رمــــــوز و أثـار
الأربعاء 30 مارس - 21:38 من طرف أميرة الذكريات
» صور جبل شليا
الأربعاء 30 مارس - 21:36 من طرف أميرة الذكريات
» هنا لمصارة
الأربعاء 30 مارس - 21:31 من طرف أميرة الذكريات
» أحن الى خبز أمي .... لمحمود درويش
الخميس 10 ديسمبر - 15:22 من طرف صاحب الأمال