التلميذ و أهمية تنظيم الوقت

· كيف ينظّم التلميذ وقته؟
التلميذ و أهمية تنظيم الوقت Co.gif_540a595c1265615605

كنت قد تطرقت في الموضوع السابق إلى صفات وسمات الإنسان صاحب التفكير المنظم، إذ كان هذا هو محور موضوعنا وعن أهم العوامل التي تجعل من تفكيره منظما ومنطقيا والآن وبناء على ما لمسته من ضرورة حتمية لدى أولياء الأمور وحاجتهم إلى مزيد من التوضيح للطريقة التي يكتسب بها التلميذ صفة التفكير المنظم كي يحقق النجاح في حياته العلمية والعملية مستقبلا، ولأجل ذلك كله قمت بإعداد نموذج عملي مبسط أتمنى ان يساعد التلميذ على تنظيم وقته، وتوزيع جهده بين دراسة مختلف المواد ومن ثم يتمكن من حصاد ثمار ذلك الجهد والمثابرة ويسعد أولياء الأمور بنجاح ابنائهم، وذلك لا يتسنى إلا من خلال اتباع الخطوات والمراحل الآتية: إذ اولا: عليه ان يهتم بتحديد تلك الأعمال التي يريد القيام بها منذ إستيقاظه صباحا حتى نومه مساء.

ولو اردنا ان نعدد بعض الاعمال التي يمكن ان يقوم بها الطالب طوال اليوم لذكرنا الذهاب إلى المدرسة ثم العودة إلى المنزل وتناول وجبة الغداء مع افراد الأسرة وكذلك أداء الواجبات المدرسية واللعب وزيارة الاصدقاء وما إلى ذلك من أمور، فالتلميذ في نهاية الأمر إنسان يحتاج لاشباع حاجات مختلفة كالحركة والاطلاع واللعب والتحدث والتعبير عن الرأي ووجهات النظر، ناهيك عن ضرورة إشباع الحاجات الاساسية والفسيولوجية مثل الأكل والشرب والنوم والراحة كما أحب أن أنوه بحاجة قد تكون غائبة عن تفكيرنا ولم ترد على بالنا على رغم انها مهمة واهيمتها لا تقل عن الحاجات الاخرى مثل تعزيز ثقة الطفل بنفسه ودعم قدرته على الاعتماد على نفسه بداية في بعض الأمور البسيطة مثل تنظيف الغرفة وترتيبها وتنظيم اشيائه الخاصة بصورة مرتبة. والمرحلة الثانية من طريقة اكتساب التفكير المنظم، هي ان يخصص التلميذ لكل عمل دراسي او ترفيهي ما يتطلبه من وقت لأدائه من دون زيادة على حساب الوقت المخصص للأعمال الاخرى وكذلك من دون نقصان في الوقت الذي يحتاجه العمل لكي ينجز بشكل جيد.

ويفضل ان يعمل التلميذ لنفسه جدول أعمال مصغر يشمل نوع العمل والوقت اللازم لادائه.

وقد لا يكون برنامج الغد نسخة مكررة عن برنامج اليوم، إذ يجب ان يعي الطفل أنه قد تستجد امور تحتم عليه حذف بعض الاعمال من الجدول أو تأجيلها إلى وقت لاحق، وبالخصوص اذا لم تكن تلك الاعمال ضرورية مثل مشاهدة التلفاز أو زيارة صديق وغيرهما من الأمور التي يجب أن يعتاد الطفل على وضعها ضمن الدرجة الثانية من اهتماماته، كما عليه ان يحاول ويعمل جاهدا في عدم تأجيل اعماله اليومية إلى وقت مجهول أو بعيد جدا.

وبالنسبة إلى أيام الدراسة والمذاكرة للامتحانات فلابد للتلميذ من عمل جدول لذلك وان يسعى إلى الإلتزام به وهذا مثال على طريقة إعداد الجدول الدراسي.

بحيث يبدأ بدراسة المواد المحببة إليه والتي يستسهلها ثم المواد التي لا يميل إليها والصعبة بالنسبة إليه لأن البدء بالمادة السهلة يجعل التلميذ يتحفز ويتشجع على الاستمرار في الدراسة بالنسبة إلى بقية المواد التي قد تكون عملية تحتاج إلى مزيد من التفكير والتركيز والاهتمام والمتابعة لموضوعاتها اولا بأول مثل مادة العلوم والرياضيات، وأحب أن أؤكد على تأثير البدء بدراسة المواد التي يواجه فيها التلميذ صعوبات سواء الرياضيات أو العلوم كما ذكرت أو اية مادة أخرى يشعر التلميذ بعدم قدرته على استيعابها لان ذلك يـــؤثر على نفسيته وعلى ميوله الدراسية نحو هذه المادة، ما قد يؤدي إلى عزوفه عن دراستــها.

كما يمكن ان يرتب التلميذ جدولا بحيث يدرس مادة سهلة في اليوم الأول ثم مادة صعبة ثم يرجع ويدرس مادة سهلة تليها مادة علمية صعبة،

ونظرا إلى ما قد يعتري نفسية التلميذ من شعور بالملل واحساس بالقلق ازاء الامتحان ورغبة في كسر الروتين الدراسي، عليه ان يحفظ جيدا لدراسة المادة الصعبة او ذات المنهج المكثف والطويل التي تستغرق ما لا يقل عن ساعتين في الدراسة، إذ يجب على التلميذ ان يأخذ في اعتباره ألا يحاول الضغط على نفسه في الدراسة ساعتين متواصلتين لمجرد الانتهاء من المواضيع المقرر في المنهج سريعا وإنما عليه ان يدع لنفسه فرصة للاستراحة بين الفترتين بالقيام باحد من مثل هذه الاعمال لمشاهدة برنامج تلفزيوني، القراءة، الاستماع إلى برنامج اذاعي، السباحة وغيرها من الهوايات التي يمكن ممارستها في هذه الاثناء، فهدفنا الأكبر هو استيعاب غالبية المعلومات التي يتم اكتسابها وليس الإلمام السطحي بها. واشير أيضا إلى نوع الدور الذي يجب ان يلعبه أولياء الأمور في هذا الصدد، إذ يجب ان يكون دورهم إرشاديا وتوعويا وتوجيها فقط لا تسلطيا أو إجباريا، فإنه قد يعتقد بعض أولياء الأمور ان مصلحة التلميذ ان يبدأ بالمادة التي يعاني من مشكلات في دراستها للوقوف على تلك المشكلات بينما هذا الاعتقاد غير صحيح كما اشرت سالفا، فالتلميذ هو من عليه ان يقرر المادة التي يحب ان يبدأ بمذاكرتها والمادة التي يريد تأجيلها، فهو أعلم الناس بمستواه وقدراته الدراسية وميوله.

مع تخيات : فراشة الأحلام